سادسا: المواد البروتينية
المواد البروتينية
1- تعريفها :
البروتينات مواد اساسية لبقائنا . و كلمة بروتيين مشتقة من اليونانية و معناها " انا الاول" لانها تمثل المادة الرئيسية التي تتكون منها الخلايا الحية في النبات و لدى الانسان و الحيوان، و يتكون البروتيين من مادة جلاتينية تدعى " البروتوبلازما"، لذلك يمكن القول بأن لا حياة بدون بروتوبلازما او بروتيين.
2- وظيفتها:
المواد البروتينية ضرورية جدا لبناء الانسجة في الجسم وصيانتها وإصلاحها ، و بدونها يتوقف النموّ،لذلك يجب ان يشتمل غذاؤنا اليومي على كمية معينة منها بصورة منتظمة.
- تحترق المواد البروتينية الفائضة عن حاجة الجسم اليومية ، فيولك الغرام الواحد منها 4 سعرات ، و تترك فضلات سامة أ÷مها الحامض البولي.
3- تركيبها:
تتركب مادة البروتيين من الكربون و الهيدروجين و الاوكسجن كالمواد الدهنية و النشوية ، لكنها تحتوي على مادة النيتروجين بالإضافة الى المواد الثلاث المذكورة . و قد تحتوي بعض البرةتينات على شيء من الكبريت و الفوسفور.
- تعتبر المواد البروتينية أكثر المواد التي عرفها العلم تعقيدا و تركيبا، و تبنيها النباتات من ثاني أوكسيد الكربون الذي تحصل عليه من الهواء و من الماء و المواد المعدنية كالنيتروجين ( أو النيترات= ملح حامض النيتريك ) التي تحصل عليها من التربة . و من النباتات عدد قليل يسمى البقول كالحمص و الفول و الفاصوليا يستطيع استخدام مادة النيتروجين التي في الهواء لبناء المواد البروتينية بمساعدة البكتيريا التي تحويها عقد الجذور.
- لا يستطيع الانسان او الحيوانم بناء مادة النيتروجين من نيترات التربة أو نتروجين الهواء بل يحصل على البروتين الذي تم بناؤه في النبات او الحيوانات الاخرى و هذه الحقيقة تثبت لنا أن جميع البروتينات تأتينا من النبات فقط و أن اللحم هو نبات.
4- الحوامض الامينية في البروتينات :
- تتوفر في البروتينات مواد بسيطة معروفة بالحوامض الامنينة التي يبلغ عدد المكتشف منها الثلاثين . و تكون كميتها كبيرة في مادة بروتينية معينة ، و ضئيلة في مادة ثانية و قد لا توجد في مادة ثالثة.
- تتجزأ البروتينات بواسطة العصارات الهضمية الى حوامض أمينية مختلفة تجري في الدن، فتختار كل خليّة الحامض الاميني الخاص الذي يناسب نموها وإصلاحها، أما الكمية فتحترق كما تقدم أعلاه.
- هناك على الاقل 10 من الحوامض الامينية المعروفة يحولها الجسم الى حوامض أمينية أخرى ليستفيد منها في بناء وإصلاح الانسجة و الخلايا ، و تعتبر هذه الحوامض الامينية العشر حوامض أمنينة اساسية ، لان بدونها لا حياة و لا إصلاح و لا بناء . و المواد البروتينة الحيوانية التي تحتوي على الحوامض الامينية الاساسية هي الحليب و البيض و الجبن و السمك و اللحم ، اما النباتية منها التي تتوافر في الحبوب و البقول و المكسرات فتفتقر الى واحد أو أكثر من الحوامض الامينية الاساسية ، الامر الذي من أجله صنفت مواد بروتينية من الدرجة الثانية.
- غير ان فول الصويا الذي كان الغذاء الاساسي في الصين و اليابان لقرون خلت، و الجلاتية الذي يتم الحصول عليه بغلي العظام و الغضاريف ، و يؤدي الى تجمد مرق اللحم ، هما مادتان بروتينيتان، الاولى من مصدر نباتي ، والثانية من مصدر حيواني، و تحتويان على مواد بروتينية من الدرجة الاولى لكنهها غير مصنّفتين من المواد البروتينية الاساسية لافتقارها الى بعض الحوامض الامينية الاساسياة. و تجدر الاشارة الى أن كون المواد البروتينية في الجلاتين و بعض المواد النباتية كالخبز و الشوفان و القمح و البازيللا و العدس و المكسرات من الدرجة الثانية، لا يعني بأنها غير مفيدة للجسم ، و لا سيما إذا جرى تناولها مع المواد البروتينية حيوانية.
5- مصادر المواد البروتينية:
تحتوي معظم الاطعمة على كميات جيدة من البروتينية بإستثناء ما كان منها مكررا كالأدهان و السكر. و كل غذاء يحوي نوعا أو أكثر من المواد البروتينية كما هو مبين أدناه:
أ- في المملكة الحيوانية:
- البيض: يحوي الآح ( الزلال)
- الحليب: يحوي قليلا من الزلال و كثيرا من الكازيين.
- الجبن: يحوي الكازيين
- اللحم و السمك: يحويان بصورة خاصة الميوسين
ب- في المملكة النباتية:
- الحبوب و الدقيق و الخبز و العجائن الغذائية: تحتوي على الغلوتن.
- البقول: تحتوي على البقلين.
6- خصائص المواد البروتينية :
أ- تأثير الماء البارد :
- تذوب بعض المواد البروتينية بالماء البارد.
- تطبيق: - وضع اللحم في الماء البارد لطهوه و الحصول على مرق جيد.
- نقع اللحم في الماء البارد لإزالة الدم عنه: اللسان و غيره.
ب- تأثير الحرارة :
- تتخثر المواد البروتينية بالحرارة التي لا تتعدى مئة درجة مئوية و تقرب من السبعين درجة مئوية.
- يتجمد آح البيض بتأثير حرارة تراوح بين 60 و 64 درجة مئوية ، و محّه بتأثير حرارة بين 64 و 70 درجة مئوية.
- يتجمد محّ البيض الممزوج بالحليب بتأثير حرارة تراوح بين 91 و 95 درجة مئوية.
- يتجمد زلال الحليب بتأثير 70 درجة من الحرارة تقريبا.
- تطبيق :
لهذه الخاصية أهمية تطبيقه في طهو المواد الآتية:
1- طهو البيض
يتوقف تخثر الزلال في البيضة على درجة الحرارة التي تبلغها الاجزاء الداخلية.فهي تبدأ بالاجزاء الخارجية ثم تتخللها الى الاجزاء الداخلية و هكذا:
- يتجمد قسم من البيضة بعد وضعها في الماء المغلي بمدة قصيرة فنحصل على البيض المسمى برشت أو " نمبرشت " Oeuf a la coque.
- ثم يتجمد الزلال بكامله و يبقى المح مائعا فنحصل على البيض الرخص أو الرخو ( نصف مسلوق Oeuf mollet)
- و بعد ذلك يتجمد المحّ فنحصل على البيض المسلوق . Oeuf Dur.
- أثناء الطهو محّ البيض المحلول في سائل يتخثر هذا الاخير تدريجيا كلما اقتربت درجة من درجة تجمد الزلال الذي يحتوي على المحّ ، و إذا تعدّت هذا الحد نرى المحّ يتجمع بشكل قطع متجمدة ، و على الاساس نرتكز في تخثير السوائل التي يدخل فيها البيض في تركيبها، شريطة إفراغ السائل الحار على هذا الاخير دون إعادة غليه مرة ثانية ، كما تطبق هذه القاعدة أيضا في إعداد " الكريم باتيسير Creme patissiere فيتخثر السائل منى راوحت الحرارة بين 65 و 75 درجة مئوية ، اي قبل تجمد محّ البيض ، و عندئذ يمتزج النشاء الغرائي المتكون بمحّ البيض الذي لا يتحول الى قطع إذا غلى المزيج مرة ثانية.
2- طهو اللحم:
- يفقد اللحم أثناء الطهو شيئا من المواد البروتينية القابلة الذوبان إذا وضع في الماء البارد ، و الرّغوة التي تتكون على سطح المرق فيها شيئ من المواد البروتينية أيضا، اما إذا وضع اللحم في الماء المغلي فيحتفظ بقسم كبير من المواد البروتينية التي تحتوي عليها.
- يتجمد سطح اللحم الخارجي أثناء طهوه بدون سوائل كما هي الحال في الشيّ و الطبخ في الفرن او في أية مادة دهنية ، ثم تمتد الحرارة الى الاجزاء الداخلية كما ارتفعت درجة الحرارة ، لذلك يجب أن يعدل وقت النضج بالنسبة الى سماكة قطعة اللحم المراد طهوها إذإنه يكون سطحيا في اللحم الاحمر و كليا في اللحم الابيض. وإليك فيما يلي درجات الحرارة المختلفة:
- لحم البقر القليل النضج 60 درجة مئوية
- لحم البقر المتوسط النضج 71 درجة مئوية
- لحم البقر الكامل النضج 74 درجة مئوية
- لحم العجل الكامل النضج 77 درجة مئوية
- لحم الخنزيرالكامل النضج 85 درجة مئوية
1- المعدل اليومي :
- للأطفال الصغار : 3.5 -3 غرامات من البروتيين يوميا لكل كلغ من الوزن.
- للأطفال : 2.5 2 غرام
- لليافعين: 1.75 - 1.5 غرام
- للبالغين : غرام واحد
و تجدر الاشارة الى أن التغذية يجب أن تكون غنية بالبروتيين أثناء الحمل، و الإصابة بمرض معد، وأثناء فترة النقاهة، و بعد إجراء عملية جراحية ، او عند التعرض للكسور و الجروح... و لتأمين الحوامض الامينية الاساسية يجب ان يشتمل الغذاء اليومي على بروتيين حيواني لا تقل نسبته عن 50% من البروتيين اللازم للجسم، كذلك إن تناول اللحم و الحمص و البازيللا في وجبة واحدة يفيد بناء الجسم أكثر مما لو أخذنا اللحم في وجبة واحدة و البازيللا في وجبة أخرى ، لان تنوع الطعام ضروري جدا لتأمين حاجة الجسم من الحوامض الامينية اللازمة لبناء الانسجة و الخلايا و ترميمها.
2- التغذية الغنية بالبروتيين:
تعرض هذه التغذية الجسم لعدد من الامراض كداء المفاصل و النقرس و الحصاة بسبب تجمع كميات كبيرة من فضلات المواد البروتينية في الجسم .
3- التغذية الفقيرة بالبروتيين:
- تعرّض هذه التغذية للخطر نموّ الاطفال و اليافعين، و إصلاح الانسجة لدى البالغين ، و قد تؤديالى داء فقر الدم ، و أحيانا الى السل بسبب ضعف مقاومة الجسم.
4- فساد المواد البروتينية :
تفسد المواد البروتينية بسرعة بفعل تعرّضها للحرارة و الهواء و الرطوبة ، و تنبعث منها رائحة الامونياك الكريهة ، و تصبح غير صالحة للاستهلاك، لان مواد سامة تكونة فييها و على الاخص مادة جيفين القاتلة.
Comments
Post a Comment