الفصل السادس : التوازن الغذائي
مقدمة
يمكن للانسان ان يفقد توازنه الغذائي و ان يهلك من القلة او الكثار من تناول هذه الاطعمة .
و " الكواشيوركور Kwashiorkor " يصلح كمثل لنقصان البروتينات و هو ايضا يشير الى سوء تغذية و لكن من الصعب الفصل بين الدور الذي يؤديه نقص الفيتامين و الدور الاخر الذي يؤديه نقص البروتينات .
و اختلال في التوازن الغذائي من ناحية آخرى ، يتميز بداء السمنة Obesite ( مرض جاء البدانة )
و هو مرض يطرح المشاكل الغذائية على بساط البحث بشكل ملّح يظهر بصورة عدم تكييف مع النظام الغذائي ( زيادة في الوجبات على حساب كمية المرات الواجبة ) .
و خلاصة القول أن حوادث سوء التوازن الغذائي بالافراط بتناول كميات كبيرة من الاطعمة تشبه الى حد بعيد حوادث سوء التغذية الناتجة عن النقصان في تناول الكميات اللازمة .
ان اكتشاف التوازن الغذائي يجعلنا ندرك أهمية معرفة و تطبيق هذا النظام الذي يشكل فنا بحد ذاته قائم على التوصل الى الاسلوب الصحيح في التغذية .
و لكن الا يوجد نظام علمي قائم على التجربة و بالتالي يسمح لنا الاستفادة من التوازن الغذائي الضروري للصحة ؟
ان جميع الدراسات التي عالجناها في الفصول السابقة تجيب على الكثير من الاسئلة المطروحة. ان كل ما اشرنا اليه من جهة الحاجات الحرارية و الغذائية ( البروتينات ، المواد الدسمة، و السكريات ) و الحاجات الوظيفية تشكل القاعدة و نقطة الانطلاق بالنسبة للتوازن الغذائي .
ما هي اذن النظريات المؤدية الى هذا التوازن الغذائي ؟
القوانين الاساسية في التغذية
ان الالاف بل الملايين من البشر لا تجد الكمية التي تسد فيها جوعها كيف بنا اذا شرنا الى النوعية .
و اذا كانت الاطعمة مجرد مصدر طاقة حرارية لاستطاع الانسان ان يعيش من مصدر واحد غذائي و لكن حاجاتنا الغذائية متنوعة مما يوجب تناول اطعمة مشددة يؤدي فقدانها الى مشاكل غذائية . ( راجع الفصول السابقة ) .
و رقابة النظم الغذائية و الجهل بقواعد و اسس التغذية و الوقاية الغذائية تزيد من احتمالات ظهور نقصان بعض المواد الضرورية للتغذية .
نجد في جسم الانسان المكونات المختلفة بنسب محددة بشكل دقيق تجعل فيه توازن بين مختلف مكوناته.
و بشكل هذا التوازن المزايا الاساسية لكل كائن حي و يمكن للجسم ان يحفظها بواسطة أنظمة التوازن الا انه يجب الاخذ بعين الاعتبار عدم فائدة ارهاق الجسم بعمل و مجهود متواصلين لا جدوى منها.
و للحفاظ على التوازن الجسم وجب تأمين توازن غذائي معين له .
توازن العناصر الحرارية من بروتينات و مواد دسمة و سكريات
القاعدة:
يجب ان نوفر للجسم يوميا كميات بمستوى الحد الادنى من البروتينات ، المواد الدسمة و السكريات.
و قد اجريت ابحاث على مجموعات من الاشخاص ظهر انهم بصحة جيدة و قد ادلت هذه الاختبارات على ان توزيع مصادر الحرارة اليومية الضرورية هو التالي :
12 الى 15 % من الحرات مصدرها البروتينات
25 الى 35 % من الحرات مصدرها المواد الدسمة
50 الى 60 % من الحرات مصدرها السكريات
اهمية المواد الوظيفية تشكل القاعدة الثانية :
ان اهمية المواد الوظيفية قد شرحت بالتفصيل في الفصل الثالث . لذلك نكتفي بالاشارة اليها :
ان الوجبة اليومية يجب ان تعطي الجسم المواد القذائية الغير الحرارية الضرورية للحياة و هي:
- الفيتامينات
- المواد المعدنية
- المواد الليفية
- الماء .
ان القاعدة الثالثة تعطينا بالتفصيل اهم التوازنات الغذائية الواجب تحقيقها بين مختلف المبادئ الغذائية الضرورية .
أ - معادلة : البروتينات الحيوانية
البروتينات النباتية
البروتينات الحيوانية تبدو الاكثر احتواء على الحوامض الامينية الضرورية ، بعكس البروتينات النباتية الحاوية على نسبة اقل من الحوامض الامينية الضرورية . .
ان نقصان حامض اميني واحد يكفي لتأخير النمو و الاختلال عمل الخلايا.
- عمليا يمكن اعتبار الحاجات الغذائية من البروتينات مكتملة اذ و فرت لنا نسبة 13 الى 15 % من مجموع الحرات اليومي و اذا كان نصف نسبة مجموع هذه البروتينات من اصل حيواني .
و لتأكد من توفر هذه الكمية يمكن الرجوع الى المعادلة التالية للبروتينات الحيوانية و النباتية بالشكل الذي يلي :
بروتينات حيوانية =0،8 الى 1،2
بروتينات النباتية
ب- معادلة : المواد الدسمة الحيوانية
المواد الدسمة النباتية
يوجد ثلاثة حامض دسمة ضرورية هي :
حامض ال linoléique
حامض ال linolénique
حامض ال Arachidonique
نجدها بصورة خاصة في الزيوت النباتية
و حامض Linoléique له دور هام في عملية النمو اذا انه يحفظ الجلد و يساعد على عملية التناسل و من المفروض توفره في الاطعمة لان الجسم لا يستطيع تكوين هذا الحامض .
الحوامض الدسمة تالاساسية الغير مسبعة تلعب دورا على مستوى نسبة المواد الدسمة و الكوليسترول في الدم مما يمنع تراكمها في الشرايين.
و يجب ان تبقى الحاجة من الحوامض الجسمة الضرورية متناسقة مع نسبة الحوامض الدسمة المشبعة و لسد الحاجة من هذه المواد وجب على الانسان استهلاك كميه معادلة من المواد الدسمة الحيوانية و النباتية و ينتج عن ذلك المعادلة التالية:
مواد دسمة حيوانية = واحد او ما يقارب ذلك
مواد دسمة نباتية
ج- معادلة : الكالسيوم
الفوسفور
الكالسيوم و الفوسفور في الدم مرتبطان بمعادلة ثابتة و أية زيادة في احدهما يجر نقصان في الاخر.
تتكون العظام و الاسنان بشكل خاص من فوسفات الكلس و هو مركب كيميائي مؤلف من فوسفور و كالسيوم بنسبة محددة .
لذلك وجب لضمان حسن سير نمو الطفل الذي يكيبر و للحفاظ على عظام و اسنان الانسان الراشد ان تتعادل نسبة الكلسيو و الفوسفور في الاطعمة .
و معادلة نسبة الكالسيوم :
الكالسيوم = 0،6 الى 0،8
الفوسفور
ملاحظة : و اخيرا علينا ان نذكر ان الفيتامين D يعالج جزئيا اختلال نسبة توازن الكالسيوم و الفوسفور الغذائي لانه يؤمن عملية تكوين العظام على الرغم من وجود كمسات ضئيلة من الفوسفور او الكالسيوم .
د- تعادل العناصر الحرارية و العناصر غير الحرارية :
اذا كانت العناصر الحرارية من بروتينات و مواد دسمة و سكريات تساعد بشكل خاص على عملية بناء و تكوين الانسجة و كذلك على تحقيق الاختراق البطيء في الجسم.
فإن العناصر غير الحرارية من فيتامينات و مواد معدنية تسهم في تأمين التفاعلات الكيميائية الضرورية للحياة. و بقدر ما تكون الوجبة غنية بالمواد الحرارية بقدر ما يجب ان تكون المواد غير الحرارية بنسبة هامة ايضا.
سنعطي مثلا لايضاح الفكرة :
يسهم الفيتامين B في الجسم بعملية تكوين انزيمات تحول السكريات و النشويات لذلك يتحتم الامر التالي: وجوب توفر الفيتامين B بشكل اكثر كلما كانت الوجبة الغائية غنية بالسكريات .
تصنيف الأطعمة حسب خصائصها
الحامضة او الاسسية Basique
Comments
Post a Comment