الفصل الثاني : لحوم القصابة
لحوم القصابة
أولا : العوامل المؤثرة على جودتها
تتوقف جودة لحوم القصابة على طراوتها و لذة طعمها و لا تتغير في أي جزء من أجزاء الحيوان إذا ما اعتبرنا درجة الطراوة بين قطعة وأخرى . والعوامل المؤثرة على هذه الجودة نوجزها بما يلي:
1-أصل الحيوان :
2- جنس الحيوان : إن لحم ذكور الحيوانات التي استخدمت للتكاثر أقل جوردة من غيره لانه كثير الالياف و له رائحة و طعم غير مرغوب فيهما.
3- عمر الحيوان:
- لحم الحيوانات الفتيّة رخو، و لا طعم له، قليل التغذية ، اما لحم الحيوانات المسنة فجاف و قاس و عسر الهضم و غير مرغوب فيه.
- يعطي البقر افضل لحم بين سنتين و اربع سنوات
و يعطي العجل أفضل لحم بين شهرين و شهرين و نصف
ويعطي الخنزير افضل لحم بين سبعة أضهر و تسعة اشهر
و يعطي الخروف أفضل لحم بين الشهرين و ثلاثة اشهر.
4- علف الحيوان :
إن التغذية الحيوان الخاصة تحسن جودة لحمه ، لذلك يعطي العجل الذي يغذى بالحليب الكامل في مربطه لحما تفوق جودته لحم العجل الذي يغذى بالحليب المفروزة قشدته او بالأعشاب في المرعى.
5- حالة الحيوان عند الذبح:
- اللحم الصحي هو الذي نحصل عليه من حيوان سليم من الامراض و خال من الطفيليات.
- يراقب اللحم عادة في المسلخ مفتشو دوائر الصحة البيطريون . ومن البديهيّ ألا يخشى المستهلك وجود لحم غير صالح في الاسواق التجارية إذا كانت المراقبة فعّالة .
- تتوقف جودة لحم الحيوان على درجة بدانته، فالحيوان البدين جدا أو الهزيل يعطي لحما ناشفا و قاسيا.
- تتدني جودة لحم الحيوان الذي يستخدم في العمل بينما تكون ممتازة إذا تمت تربية الحيوان للقصابة فقط.
6- تليين اللحم :(Mortification):
يعني تليين اللحم التفكك او الطراوة البطيئة التي تحصل في النسيج الضام تحت تأثير الحامض اللبني (Acide Lactique) المتوفرة في العضلات اللحمية. و هذه العملية تجعل اللحم طريا و جيدا و لذيذ الطعم.
- لذلك ، فإن اللحم الملين الذي نحصل عليه من حيوان متوسط الجودة أكثر طراوة و ألذ طعما من اللحم الطازج الذي نحصل عليه من حيوان فائق الجودة.
- و تليين اللحم يقضي بوضعه في البراد مدة اسبوع تقريبا تحت تأثير درجة واحدة الى خمس درجات مئوية من الحرارة.
ثانيا: جودتها
للتثبت من جودة اللحم على الشاري ان يفحص بصورة رئيسية ما يأتي:
1- لون و صلابة اللحم و الدهن:
-البقرة : الدرجو الاولى : اللحم: أحمر قاتم ، مخطط بأثلام بيضاء من الدهن- جامد الملمس و ناعمة- ذو رائحة مستحبة.
الشحم: أبيض و مصفر- جامد الملمس.
الدرجات الاخرى : لحم أحمر شاحب أو أحمر غامق- ذو ملمس أقل صلابة من لحم الدرجة الاولى و غير مخطط بأثلام من الدهن.
- العجل : الدرجة الاولى: اللحم: أبيض أو وردي مع انعكاسات لبنية اللون - ذو ملمس أقل صلابة من لحم البقر.
الدهن: أبيض ساطع- جامد الملمس.
الدرجات الاخرى : لحم ذو لون احمر شاحب - ورخو الملمس.
- الحصان : الدرجة الاولى: اللحم : أحمر يميل الى الصدأ- فتوت أحيانا.
الدهن: أصفر برتقالي- ذو ملمس زيتيّ.
الدرجات الاخرى: لحم شاحب بوضوح- فتوت جدا.
- الخنزير : الدرجة الاولى: اللحم: وردي او قليل الاحمرار- مبقع كثيرا بالدهن - جامد الملمس و ناعمة.
الدهن: أبيض اللون- لزج القوام- قليل الشحم-
الدرجات الاخرى: لحم احمر غامق بوضوح- كثير الشحم.
- الخروف : الدرجة الاولى: اللحم: أحمر مائل الى السمرة- جامد الملمسو ناعمة
الشحم: أبيض ناصع- قاس - ذو حبيبات.
الدرجات الاخرى : لحم احمر شاحب- رخو الملمس.
* و قد يحصل أن يغش بعض القصابين المستهلكين فيبيعونهم لحم الماعز على أنه لحم الخروف، إلا أن الماعز يعرف برقبته المستطيلة و صدره الهزيل القليل الدهن و اللحم و بروز فقار الظهر و طبقة دهنية لا معنى لها.
2- سطح اللحم و رائحته:
- تتوقف جودة سطح اللحم على تركيبته ، و المقطع العرضي يمكننا من تقديره . فسطح اللحم يكون ناعما و لزجا إذا كانت الالياف العضلية ناعمة و تتخللها أثلام من الدهن.
- لذلك فإن السطح الناعم و اللزج للحم دلالة على جودته ، و على نقيض ذلك تشير خشونته الى ان مصدر اللحم حيوان هزيل او مسن ، فلحمه إذا أقل جودة من الذي تقدم البحث عنه.
- و رائحة اللحم الجيد خفيفة و مستحبة اما اللحم الاقل جودة فيكون بدون رائحة او تنبعث منه رائحة قوية و غير مستحبة.
ثالثا: تصنيفها
لاختيار قطع اللحم المناسبة لاعداد الاطعمة المختلفة ، علينا معرفة فئاته ، و إذا كانت جميع قطع اللحم التي نحصل عليها مت حيوتان سليم تتمتع بالجودة نفسها، يبقى هناك فارق واضح في ثيمة كل قطعة بالمقارنة مع الاخرى .
لذلك تصنف لحوم القصابة ثلاث فئات:
الفئة الاولى:
-تشمل هذه الفئة جميع القطع الواقعة على طول العامود الفقري و بعض عضلات الفخذ . و هذه القطع تمتاز بسماكتها و تسرب الدهن الى اجزائها و طراوتها و لذة طعمها و كثرة عصيرها.
- تصلح هذه القطع للشيّ و التحمير .
الفئة الثانية:
تشمل هذه الفئة جميع القطع الواقعة في الكتف و الجوانب ، و تمتاز بأنها مسطحة و ناشفة وأقل سماكة و طراوة و لذة في الطعم.
- تقدم هذه الفئة بعض القطع الصالحة للتحمير و لكن من الافضل طهوها بطريقة الغمر في عصيرها مع بعض الخضر و التوابل التي تحسن طعمها ، و ذلك في وعاء مقفل . و احيانا يجوز تحمير هذه القطع قبل طهوها بالطريقة المشار اليه، كما يمكن شمرزتها أحيانا(Larder) بإدخال بعض قطع الدهن إليها لتصبح طرية .
الفئة الثالثة :
- تشمل هذه الفئة القطع الغنية بالنسيج الضام:أوتار ، أعصاب.... و التي تغطيها عادة طبقة من الدهن. تقع هذه القطع قرب الرأس و في القسم الاسفل من جسم الحيوان.
- تصلح هذه القطع عامة للسلق و يعد منها مرق اللحم أحيانا.
رابعا: شراؤها
1- اللحم الطازج:
- هناك صعوبات تعترض شراء اللحم حتى لو سهل علينا تقدير جودته. فإذا رغبنا في معرفة الفئة التي تنتمي إليها قطعة اللحم الى خبرة طويلة وواسعة .
و على الشاري اختيار القصاب قبل الوثوق به، و طلب قطعة اللحم باسمها و ليس باسم الصنف الطعام الذي ستدخل في إعداده.
-أما مواصفات اللحم الجيد بوجه عام فهي الآتية:
جامد الملمس
مرن و ليس رخوا
ندي و ليس رطبا
لا يخرج منه اي سائل عند الضغط عليه او تقطيعه
زاهي اللون و مرقّش بالدهن
صلب البنية و مكتنز.
2- اللحوم و الخنازيريات المجهزة للبيع(Charcuterie):
- يستطيع الشاري في الوقت الحاضر الحصول على اللحم و الخنازيريات المغلفة سلفا و المجهزة للبيع و تحمل عنوانا تجاريا. و هذه المنتجات تعرض في السوق التجارية في واجهات مبردة لان غلافها لا يؤمن لها الوقاية المطلوبة و الحفظ السليم.
- و سعر هذه المنتجات يبدو مرتفعا بالمقارنة مع السعر الذي يطلبه القصاب . لكن من الجدير الإشارة الى ما يأتي :
1- إن هذه المنتجات ممتازة و يعرف الشاري نوعها ووزنها.
2- إن الشاري يطلع على السعر سلفا و يتجنب المفجآت غير المرغوبة .
- تحفظ هذه المنتجات في البراد مدة 3-5 أيام إذا كانت طازجة و مدة أسبوع او أسبوعين إذا كانت مجففة.
3- اللحم المفروم:
- ينشّط تقطيع اللحم نمو الجراثيم ، لذلك يطلب الشاري فرم اللحم أمامه عند الشراء و يحرص على استهلاكه فور شرائه.
- يوصى بعدم شراء اللحم المفروم المبرد او المجمد.
4- اللحم المجمّد:
- يمتاز اللحم المجمّد عامة بجودة اللحم الطازج نفسها، و يمكن شراؤه بسعر مناسب غالبا.
- تتخذ عدة احتياطات عند الستعمال اللحم المجمد أهمها:
- تلافي تجميد او إزالة الجليد عن اللحم عدة مرات لكي لا يتعرض اللحم للفساد بسرعة.
- يزال الجليد اللحم تدريجيا بتعريضه ، في مرحلة أولى، الى حرارة تراوح بين 10 و 12 درجة مئوية ، ثم في مرحلة ثانية الى حرارة تراوح بين 4 و 6 درجات مئوية.
- يعرّض هذا اللحم أثناء طهوه الى درجة مرتفعة من الحرارة لتخثير بروتيينه و تكوين طبقة خارجية تحول دون فقدان كمية كبيرة من عصير اللحم و خلاصته.
لا يزال الجليد عن اللحم المجمد إلا إذا أوصت بذلك المؤسسات المنتجة.
- تعتبر الاطعمة المطبوخة و المجمدة ممتازة مرتفعة الثمن.
5- اللحم المعلب:
-يصعب غالبا التفريق بين معلبات اللحم المبسترة و معلبات اللحم إذا لم تذكر ذلك المؤسسات المنتجة على الغلاف ، خاصة في البلدان التي لا يلزم فيها القانون الاشارة الى طريقة التعليب، و من جهة أخرى لا تعرض المنتجات المبسترة دائما في الواجهات الزجاجية المبردة عملا بأصول حفظها السليم.
-وشراء هذه المنتجات للإستعمال الفوري لا ينجم عنه اي عواقب و خيمة، و لكن الامر ليس كذلك إذا كان الشاري ينوي تخزينها لمواجهة استعمالها الطارئ المرتبط بظروف معينة. و في مثل هذه الحال يجب التنبه الى مدة الحفظ وشروطه التي تختلف بين صنف وآخر.
- أما الاحتياطات الواجب اتخاذها عند شراء او استعمال اللحم المعلب فهي الآتية:
- أرفض العلب المنتفخة و التي يغطيها الصدأ او التب أتلف لحامّها الصدأ او اي صدمة.
- استهلك دون تأخير محتوى العلبة المفتوحة.
- إحفظ الباقي من اللحم غير المستهلك في البراد خارج العلبة.
خامسا: حفظها
1- بالتبريد :
- المنزلي : اللحم الطازج و اللحم المطبوخ بدون صالصة او مرق التوابل : لمدة أسبوع تقريبا . اللحم المطبوخ مع صالصة او مرق التوابل : لا يوصى لان الصالصة او مرق التوابل مرتع خصب لنمو الميكروبات.
- في الملحمة او المؤسسة: يحفظ اللحم تحت تأثير حرارة تراوح بين صفر و درجتين مع مراعاة كثرة ارتفاع او انخفاض درجة الرطوبة : مدة الحفظ: 15-20 يوما.
2- بالتجميد :
- تتعرض اللحوم المقطعة الى درجة متدنية من البرودة تراوح بين 30 و 40 درجة مئوية تحت الصفر ، ثم تخزن تحت تأثير برودة تراوح بين 15 و 20 درجة مئوية تحت الصفر ، و على هذا الاساس تجمد حاليا اللحوم الطازجة و الاطعمة المطبوخة المجهزة من اللحم.
- ينتشر يوما فيوما تجليد اللحم في المنازل ، لكن هذا التجليد يسبقه تقطيع اللحم تقطيعا مناسبا لوجهة استعماله العائلي ، بعد ذلك ، تغلف القطع و تعنون ( بإسم القطعة - تاريخ حفظها-)
مدة الحفظ: عدة أشهر.
3- بالتعقيم:
- الصناعي: إن الاطعمة المعدة من اللحم او الخنزيريات ( Charcuterie) التي تحفظ في علب من الحديد المبيض او المبرنق ( المطلي بالبرنيق=Verni) و المقفلة بإحكام تعرضت لحرارة تراوح بين 112 و 122 درجة مئوية . و يعتبر هذا الاسلوب تعليبا حقيقيا صالحا للتخزين مدة طويلة إذا توافرت له المخازن الباردة و الجافة و التي هي بمأمن من الجليد.
- المنزلي: لا يوصى به لانه لا يوفر ضمانات كافية للحفظ و لا تتعدى حرارة تعقيم الاطعمة مئة درجة مئويةز
4- بالبسترة:
يمكن حفظ أطعمة اللحم و الخنزيريات المجهزة بالبسترة تحت تأثير 65 درجة مئوية تقريبا، و هذه الحرارة المنخفضة نسبيا تحفظ للأطعمة طعمها الاساسيّ.
و أسلوب الحفظ هذا يطبق على جميع المعلبات التي تفتح من أحد جوانبها أو بالعرض.
- تحفظ هذه المعلبات في البراد فترة محدودة من الوقت لا تتجاوز غالبا الستة الاشهر.
5- بالتمليح و التدخين و التجفيف:
- المنزلي: يهمل الناس حاليا ، على الصعيد المنزلي ، التمليح بالملح الجاف او بالمملحة (Saumure) الذي يتبعه تجفيف و تدخين .
- الصناعي : تستخدم حاليا تقنيات التمليح المعتدل الذي يتم بسرعة و يؤمن للمستهلك أطعمة مناسبة لذوقه وأقل ملوحة من المحفوظات المنزلية المشار غليها و يستغرق حفظها مدة أقصر.
سادسا: الخنزيريات و اللحوم المقدّدة.
تعني عبارة خنازيريات (Charcuterie) ليس فقط بشكل "باته"Paté و مقانق و سجق و غيرها بل تتعداها، في الوقت الحاضر الى الاطعمة المقددة " كالجامبون" و الكتف و الصدر و القديدية (Bacon) ...
1- الخنزيريات (Charcuterie) :
- بفضل هذه الطريقة المعتمدة لحفظ الاطعمة ، يستطيع القصاب أن يستعمل بعض القطع و السلب ، التي لا تسترعي أهتمام المستهلك. في إعداد الخنازيريات و يسمح للمؤسسات و ربات المنزل بتنويع أصناف الطعام بصورة مرضية.
- إن الخنازيريات المنتجة غنية بالمواد البروتينية و الدهنية التي تصل الى نسبة 22% ،تقريبا، و متى كانت طازجة اعتبرت غذاء جيدا لكنه عسر الهضم.
لا يوصى بهذه المنتجات للأطفال او الذين يشكون هم في طور النقاهة او المصابين بداء الكبد او القلب او الكليتين . و من الحكمة عدم الوثوق بجودة الخنزيريات الكثيرة التتبيل و التلوين.لان كثرة التتبيل تخفي بداية فساد الاطعمة و اللون القوي ناجم عن إضافة مواد ملونة قد تؤذي سلامة الجسم . و في بعض البلدان يمنع القانون إضافة مواد مانعة للعفونة إلى هذه الاطعمة أو مواد نشوية تزيد نسبتها عن 8 %.
2- اللحوم المملحة او المقدّدة (Salaisons) :
- الكتف او الجانبون،النيء او المطبوخ او غير المدخن، تشكل بمجموعها أطعمة ممتازة.
- تتألف القديدة(Bacon) ، التي تدخن قليلا ، من أضلاع الخنزير المنزوع عظمها و تعتبر من الخنازيريات الممتازة و لو كانت مرتفعة الثمن.
- صدر الخنزير،المدخن او غير المدخن ، يدخل في إعداد أصناف الخضر اللذيذة المذاق و الطعم معا.
- لحم الطيور المقدد ممتاز لأنه سهل الهضم و لذيذ الطعم.
Comments
Post a Comment