تأثير التغذية على الصحة

 تأثير التغذية على صحة الإنسان



العلاقة بين الطعام وتصلب الشرايين: 

يمكن اعتبار مرض تصلب الشرايين مرضا غذائيا تماما وهو العامل الرئيسي المسبب للأزمات القلبية و السكتات الدماغيةنويمكن الوقاية منه بنسبة 100% عن طريق اتباع التظام الغذائي السليم و الشرايين المصابة بالتصلب تصاب بالانسداد بواسطة الكولسترول الذي يبدأ في التراكم على السطح الداخلي للشرايين في سن مبكرة جدا،وتصلب الشرايين يصيب جميع الشرايين غير أن الأوعية الدموية الكبيرة تملك مساحة كبيرة لتراكم الرواسب الدهنية عليها، ولهذا فإن نقطة الضعف تتمثل في الشرايين الصغيرة،وعندما يقلل الانسداد من تدفق الدم نحو الشرايين التاجية تصاب عضلة القلب المحرومة من الأوكسيجين بالضرر مما يسبب الآم الذبحة الصدرية او يضخ القلب الدم ضخا ضعيفا جدا( وهو ما يعرف بهبوط القلب)،و عندمايتسبب نقص الدم في إتلاف جزء من عضلة القلب تعرف هذه الحالة بالنوبة القلبية، بينما يؤدي الانسداد المؤقت في شريان صغير بالمخ الى حدوث أعراض عصبية تشمل الضعف الموضعي والدوار والارتباك في حين تحدث السكتة الدماغية عندما يؤدي الانسدادالى موت جزء من المخ.



- ويؤدي ضبط النظام الغذائي الى  المساعدة بشكل كبير في تفادي كل هذه المشكلات بالإضافة الى تجنب التدخين والاهتمام بالرياضة وأفضل نظام غذائي هة الذي يتكون من محتوى عال من الالياف وخاصة الاطعمة النباتية وقلة من الدهون و اللحوم.

* العلاقة بين الطعام و السرطان

- بالنسبة للرجل غير المدخن تشكل البروستات والقولون والمستقيم أهم المواضع المستهدفة بالنسبة للسرطان،ويأتي سرطان المثانة في المركز الثالث بعدها بمسافة كبيرة، 

بينما  يعتبر سرطان البروستات أهم مرض خبيث يصيب الرجال،ويحقق النظام الغذائي المثالي بعض الوقاية منه، أما في حالة سركان القولون والمستقيم فتبلغ نسبة الإصابة به نصف نسبة الإصابة بسرطان البروستات ،وبصفة عامة تؤدي السمنة الى زيادة الإصابة بالسرطان، بينما على العكس تقلل نسبة الدسامة المنخفضة في الطعام منها، ويؤدي تناول قسط كبير من الألياف الى حماية الإنسان من سرطان القولون والمستقيم،ولعل هذا يعود الى المرور السريع للفضلات الغذائية والمواد المسببة للسرطان من الأمعاء،وربما يعود ذلك الى تغير خليط البكتيريا التي تعيش بشكل طبيعي في الأمعاء والتي تنتج مواد مسببة للسرطان،أما سرطان المثانة فينشأ أساسا عن المواد السامة التي تدخل للجسم ويتم ترشيحها وتركيزها في البول، كما يؤدي التدخين الى زيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة،وعمال الصباغة وصناعات الجلود والمطاط يتعرضون بشكل أكبر لمواد كيميائية يمكن أن تسبب سرطان المثانة بينما نجد أن سرطان البنكرياس،وبالرغم من أنه تقل نسبة انتشاره إلا أنه نوع سيئ من السرطانات المسببة للأورام الخبيثة وهويؤدي الى الوفاة في أغلب حالاته،حيث يحتل المركز الرابع في نسبة وفياته بعد سرطان الرئة والبروستات والأمعاء،ونظرا لوقوع البنكرياس في أعماق البطن فإنه يصعب فحصه مما يجعل أمراض البنكرياس تظل صامتة خلال مراحلها الأولىنويعاني الرجال من سرطان البنكرياس بنسبة تفوق النساء بثلاثين في المائة، وأغلب حالاته تحدث بعد سن ال65، وبجانب الامتناع عن التدخين يعتبر النظام الغذائي قليل الدسم افضل وقاية من هذا المرض.





* عوامل غذائية متميزة في مجال الوقاية من السرطان:

- تشير الابحاث الى الخضراوات العائلة الصليبية(وتشمل الكرنب و بروكلي و القنبيط) لها قدرة خاصة في الوقاية من السرطان،كما يؤدي تناول كميات كبيرة من نباتات الفصيلة الزنبقية خاصة البصل والثوم الى التقليل بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان المعدة، ونفس المواد الكيميائية التي تحتوي عليها هذه الخضراواتو تكسبها رائحتها المميزة(بالإضافة لفائدتها في الحد من الإصابة بالسرطان)في الحد من ارتفاع الكوليسترول ولها مفعول مضاد للالتهاب،كما تشير الدلائل الى أن فيتامينات ( أ) ،(ب)، (ه)، وعنصر السيلينيوم توفر حماية متميزة ضد السرطان أيضا. 

* العلاقة بين الطعام وضغط الدم:

- يعتبر ارتفاع ضغط الدم مرضا غذائيا،حيث يؤدي الإفراط في تناول الأطعمة المملحة والدسمة الى إحداثه،وعلى العكس يؤدي الحد من الدهون، وتقليل نسبة الملح في الاطعمة،وتقليل تناول المخللات الى الحد منه،وهذا بالإضافة الى الإكثار من الخضراوات والفاكهة وبالعد عن التوتر.

*العلاقة بين الطعام ومرض السكر:

-هناك نوعان من السكر

(أ) سكر الأطفال:

  وهويعتمد على الأنسولين،ويظهر فجأة وعادة ما يصيب صغارالسن،ويحتاج المريض به الى الأنسولين منذ البداية، ويمكن أن يلعب الطعام دورا بالنسبة لسكر الاطفال الرضع الذين يعتمدون على الرضاعة من ثدي الأم فقط يكون لديهم فقط ثلث احتمالات التعرض للإصابة بالمرض.

(ب) سكر البالغين:

 وهو سكر الأكثر شيوعا ويمثل ثلاثة أرباع الحالات وتلعب فيه الوراثة دورا رئيسيا، و الغذاء هو السبب في سكر البالغين والعامل الضار الأساسي هو السعرات الحرارية الزائدة فالغالبية العظمى من مرضى السكر الخاص بالبالغين يكونون أصحاب وزن زائد،ويتمثل العامل الأساسي للعلاج منه في إنقاص الوزن،والمحافظة على الرشاقة توفر نسبة الوقاية من سكر البالغين تصل الى 90% ويؤدي إنقاص الوزن غالبا إلى إعادة مستوى السكر الدم لدى مرضى السكر البدناء الى مستوياته الطبيعية مما يسمحلهم بإيقاف العلاج أو الأنسولين. 

*العلاقة بين الطعام والجهاز الهضمي:

- يؤدي الإفراط في الطعام خاصة من الاطعمة الدسمة القليلة الألياف الى إحداث إرهاق للجهاز الهضمي،حيث تدفع عضلاتالأمعاء الطعام ببطء مما يولد مزيدا من الضغط بصورة أقوى مما تستطيع الأنسجة الضعيفة تحمله او التعامل معه مما يسبب التعب و العصبية وعسر الهضم.

* الاحتياج الى العناصر الغذائية:

-نحن نحتاج الى الطعام الذي يبني أجسامنا ويمنحنا الطاقة، فجزيئات الطعام معقدة التركيب يتم تفكيكها واختزالها الى ثاني اوكسيد الكربون وماء مولدة نفس المقدار من الحرارة،سواء تم حرقها او استهلاكها الخلية الحية،ويحدث هذا الإحتراق داخل الخلية الحية ببطء شديد وأي طعام يمكن هضمه(اي حرقة) يحتوي على سعرات حرارية، بينما المواد غير قابلة للهضم(مثل بعض أنواع الألياف)والأطعمة التي تعتبر أساس من الخلاصات او الكيماويات(مثل الشاي و القهوة)،لا تحتوي على سعرات حرارية، ويتسهلك الإنسان ثلثا السعرات الحرارية التي يحصل عليها، يوميا لمجرد الحفاظ على درجة حرارة جسمه أثناء الراحة مما يفسر احتياجنا لممارسة التمرينات الرياضية لحرق السعرات الحرارية. 

* أهمية البروتينات:

- البروتينات جزيئات ضخمة معقدة التركيب تكون مسؤولة عن بناء العضلات والجلد والأعصاب والتمثيل للهرمونات والأنزيمات و الدم،ورغم أن اللحم مصدر غني بها إلا أنها تنتشر في عدة مصادر غذائية أخرى،ويحتاج الرجل الى 45- 60 غرام من البروتين يوميا أي ما يعادل 3-4 أوقيات أو(100-120 غرام)،ويصعب على العامة تصديق أن ما يعادل شريحة واحدة من لحم الضأن يوميا يزودهم يما يحتاجون من بروتين،لكن هذه هي الحقيق،ورغم أن بإمكان الشخص السليم أن يتناول فائضا وفيرا من اللحم دون أن يصيبه ضرر غلا أن هذا المقدار لا يحقق له أي فائدة ،لأن الجسم لا يختزنالبروتين فبعد أن يستعمل الجسم القدر الذي يحتاجه منه يحول الباقي الى كربوهيدرات أو دهون،و الرجال الذين يمارسون الرياضة يعتقدون أن البروتينات تبني العضلات،وبرغم صحة هذا الاعتقاد إلا أنه حتى أقوى لاعبي كمال الاجسام لا يضيفون إلا كسر من الأوقية من النسيج العضلي يوميا، وهذا كل البروتين الإضافي الذي يحتاجونه.

* أهمية الدهون :




يتكون جزيء الدهون من جلسرين مرتبط بثلاثة أحماض دهنية في سلاسل تحتوي على 4-24 ذرة كربونية وما يصاحبها من ذرات الأوكسيجن و الهيدروجين و المصطلح الطبي المعبر عنها هو" الجليريدات الثلاثة" أو "الترايجليرايد"،وبالتالي فإن تحليل نسبتها يقيس نسبة الدهون في الدم، وأغنى المصادر بالدهون هي اللحوم والألبان و منتجاتها والبيض و الزيوت النباتية وزيت المكسرات،وفيما عدا قدر ضئيل من الكربوهيدرات المختزنةيقوم الجسم بتحويل فائض السعرات الحرارية من الغذاء الى دهون والتي تمثل مصدرا مركزا للطاقة،حيث يؤدي حرق جرام واحد منها الى انتاج 9 سعرات حرارية، بينما يؤدي حرق غرام من الكربوهيدرات الى انتاج 4 سعرات حرارية،وهي أكثر الأشخاص نحافة يحتاجون الى الدهون، لأننا نختزن أقل القليل من الكربوهيدرات(ويحمل الرجل العادي في المتوسط على حوالي 150 الف سعر من الدهون و2000 سعر من الكربوهيدرات)، ويؤدي الصيام أقل في يوم استلاك ما تم اختزانه من كربوهيدرات،وبالإضافة لأهمية الدهون في اختزان الطاقة فإنها تغطي سطح الأوعية الدموية والأعصاب والأعضاء المختلفة فيحميها من التلف بفعل القوى الفيزيائية،كما تعمل الدهون كعازل حراري يمنع فقدان الحرارة، كما تسهم في تركيب الإشية المغلقة للخلاياوأنوية الخلايا كما تشكل اللبنات الكيميائية لبناء مركبات هامة بالجسم مثل البروستاجلاندينات،وتعتبر احتياجات الجسم من الدهون قليلة، لان الجسم يصنع الجلسيرين والأحماض الدهنية من جزيئات بسيطة والاستثناء من ذلك حمضان دهنيان هما "اللينوليك" وحمض"الأراكيدونيك" فكلاهما يوجد بكثرة في الطعام،ومن ثم لا يحتاج الأمر لبذل جهد خارق للحصول على الاحتياجات اليومية منهما، ولا يوجد أدنى لاحتياجاتنا من الدهون غير أن الطعام ذي المذاق الطيب يصعب الحصول عليه ما لم يحتوي على الاقل على 10% من السعرات من مصدر دهني. 

* أهمية الكربوهيدرات والالياف:




اشهر الكربوهيدرات التي نعرفها هي السكريات وهي جزيئات صغيرة وتقوم النباتات  بتخليقها عن طريق اتحاد ثاني اوكسيد الكربون و الماء خلال عملية التمثيل الضوئي وجزيء الجلوكوز هو اهم نوع من السكريات وهو يتكون من ستة جزيئات من ثاني اوكسيد الكربون و ستة جزيئات من الماء وتحتاج خلايا اجسامنا الى حرق الجلوكوز للحصول على الطاقة.
ونحن نتناول أنواعا أخرى من السكريات مثل الفروكتوز والمالتوز و السكروز وأنواعا أخرى من الكربوهيدرات،ولكن تقوم أجسامنا بتحويلها جميعا الى جلوكوز للانتفاع بها في حين أن أنواع أخرى مثل السيليلوز والليجيني و الصمغيات تكون غير قالة للهضم،وهذه الألياف النباتية غير قابلة للهضم لا تقدم أية قيمة غذائية الا أنها تلعب دورا أساسيا في التغذية، حيث يؤدي وجودها بكميات وفيرة في الطعام الى تسهيل حركة الأمعاء ومرور الطعام بسلاسة داخلها وتسهيل الهضم والإخراج كما تلعب دورا في الوقاية من السرطان وبعض أمراض الأوعية الدموية،وتقوم أجسامنا بحرق الجلوكوز الموجود في طعامنا بسرعة كبيرة حتىأنها لا يبقى منه شيئ بعد سويعات قليلة من التهامنا لوجباتنانوتقوم أجسامنا أيضا بتحويل بعض السكر الى كربوهيدرات مركبة مثل الكليكوجين الذي يختزن الاعتماد الكلي على مصادر أخرى للجلوطوز وهي الدهون والبروتيناتوهو ما يتسبب في حالة تعرف ب(تسمم الجوع الكيتوني) وفيها تؤدي نواتج تكسير الأنسجة الى جعل الدم شديد الحموضة مما يؤدي بدوره الى شعور بالخمول وبطء عمليات التمثيل الغذائي الطبيعي،ويمكن للجسم حرق الدهون بدون حدوث تسمم كيتوني بشرط الحصول من الغذاء على الحد الأدنى من الكربوهيدرات(وهو 15% على الأقل من السعرات الحرارية)،وأفضل نظام غذائي هو الذي يحتوي على كربوهيدرات بنسبة 50% على الأقل.




Comments

Popular Posts