الفصل الاول : اللحم
الفصل الاول
اللحم
اولا : تعريفها
إن كلمة لحم التي يرادفها بالف6رنسية "Viande" ، أصلها كلمة "Vivenda" اللاتينية التي تعني صيانة الحياة ، و التي بقيت حتى القرن السابع عشر مرادفة للغذاء بوجه عام، أما اليوم فيقتصر معناها على لحم الحيوانات المأكولة .
و هذا اللحم نسيج عضلي نحصل عليه من الحيوانات الداجنة و البرية و يستعمله الانسان كمادة أساسية في تغذيته بالاضافة الى بعض الاعضاء الداخلية لهذه الحيوانات كالكبد و الكليتين و القلب و اللسان و غيرها التي تدعى سلب الذبيحة "Abats".
ثانيا : تكوينه
يتألف اللحم من رزم عضلية مجمعة و مرتبطة بنسيج ضام. و تتألف هذه الرزم بدورها من ألياف عضلية ترتبط أيضا بنسيج ضام.
و بين الالياف او الرزم يوجد نسيج دهني يشكل غطاء للعضلات، و بالتالي تلتحم العضلات بالعظم بواسطة أغشية او اوتار ( أطراف العضلات).
ثالثا : تصنيفه
1- وفق مصدره:
- الحيوانات الداجنة: البقر و العجل و الغنم و الخنزير... و تعرف لحومها بلحوم القصابة.
- الطيور الداجنة: الدجاج و الديك الرومي و الدجاج الفرعوني و الإوز و البط و الحمام... التي تعرف بالطيور (Volaille).
2- وفق لونه :
- اللحم الاحمر : الذي نحصل عليه من حيوانات القصابة البالغة.
- اللحم الابيض: الذي نحصل عليه من حيوانات القصابة الفتية و من معظم الطيور .
3- وفق دسمه:
- اللحم غير الدسم: الذي نحصل عليه من البقر و العجل و الحصان و الطرائد و معظم الطيور.
- اللحم الدسم: الذي نحصل عليه من الغنم و الخنزير و الإوز و البط...
رابعا : تركيبه الغذائي
يحتوي اللحم على العناصر المغذية الآتية:
- المواد البروتينيةك بمعدل يراوح بين 10 و 20 %
- المواد الدهنية: الحصان و الدجاج و الكبد بمعدل يراوح بين 1 و 5 %
- العجل و الارنب بمعدل يراوح بين 5 و 10 %
- البقر بمعدل 15 %
- الغنم بمعدل 20 %
- الخنزير بمعدل يراوح بين 20 و 30 %
الماء : بمعدل يراوح بين 65 و 70%
المواد النشوية : بمعدل ضئيل جدا
الاملاح المعدنية : بمعدل 1 % ( تشمل كثيرا من الفوسفور و كمية متوسطة من الحديد و قليلا من الكلسيوم ، علما ان الكبد غنيّة جدا بالحديد).
الفيتامينات : بصورة رئيسية المجموعة "ب" علما ان الكبد تحتوي على كثير من الفيتامينات و خاصة فيتامينات :"أ" و "د" و "ج".
علاوة على ما تقدم يحتوي اللحم على بعض المواد غير المغذية بنوع خاص التي تعطيه بعض الخصائص المبينيه أدناه:
- مواد مشهية و مقوية قابلة الذوبان تظهر أثناء طهو اللحم و تدعى " المواد المستخلصة Matières Extractives" . و هذه المواد تعطي اللحم طعما و تساهم في تغير هذا الطعم بقدر الكمية المتوافرة منها في كل صنف من أصناف اللحم.
- مواد ملونة مماثلة للدم
- خمائر طبيعية تنشط عملية الهضم و تتلف إثناء الطهو.
خامسا : إستهلاكه
- حسنات استهلاك اللحم
- يؤمن اللحم للجسم ، معدلا جيدا من المواد البروتينية المصنفة من الدرجة الاولى و القارة على تنشيط نموه و صيانته.
- يشكل اللحم مصدرا ممتازا لفيتامينات المجموعة "ب" و خاصة منها فيتامين "ب1" .
- يحتوي اللحم على كثير من الحديد الذي يساهم في ‘عادة تكوين الدم. و توافر المواد الدهنية فيه يجعله مولدا للطاقة بنسب متفاوت . و بفضل المواد المستخلصة بعتبر اللحم منشطا للهضم و له أثر منبذه لبعض الاعضاء كالقلب و الاوعية الدموية و الكبد و الكليتين.
2. سيئات استهلاك اللحم:
- يعتبر اللحم طعاما غير متوازن بسبب غناه بالفوسفور و افتقاره الى الكالسيوم. فهو مولد للحموضة خصوصا ان الفضلات الناجمة عن استهلاك السّلب (Abats) او لحم الحيوانات الفتية و هي سموم تؤذي الجسم إذا لم يتم فرزها بصورة طبيعية.
- يمتص الجسم اللحم بالهضم بنسبة عالية تتجاوز ال95 % ، فمن اصل 100 غ من اللحم يمتص الجسم أكثر من 95 غراما، لذلك يمكن القول بأن فضالة اللحم قليلة جدا و هذذا ما يفسر أثر الممسك.
- يتحول اللحم امنبّه و المقوّى بسرعة فائقة الى أثر سام على القلب و الاوعية الدموية و الكبد و الكليتين إذا استهلكت كمية كبية منه.
3. الخلاصة :
- اللحم غذاء بروتيني ممتاز للأطفال و المراهقين .
- يوصى باللحم عامة للذين هم في مرحلة النقاهة و المصابين بداء السل و داء فقر الدم و داء السكري و داء البدانة ، و من جهة ثانية يجب السهر على إعادة التوازن الناجم عن افتقاره الى الكالسيوم باستهلاك كميات كافية من الاطعمة الغنية بهذه المادة.
- يستهلك البالغون و الشيوخ اللحم بكميات معتدلة و لهم ان يستبدلوا به الحليب و الجبن و السمك و البيض عند الاقتضاء.
- يتجنب الشيوخ و الاطفال الاكثار من استهلاك سلب الذبيحة او لحم الحيوانات الفتيّة .
- لا يوصى باستهلاك اللحم لمن يشكون امراض القلب و الاوعية الدموية و الكليتين او الذين يشكون زيادة الحموضة .
- يحتل الكبد مركزا مهما في التغذية لانه غني بالحديد و الفيتامينات .
سادسا: هضمه
1- يمكث اللحم في المعدة وقتا لا بأس به لكي يتفكك النسيج الضام و يتفتت لذلك تتوقف سهولة هضم اللحم على معدل احتوائه على هذا النشيج . فاللحم القاسي الذي يحوي الكثير منه عسر الهضم.
2- يتوافر النسيج الضام بكثرة في لحم الحيوانات المسنة او التي استخدمت في العمل و كذلك في العضلات التي تمارس الحركة اكثر من غيرها . و لتخفيض الأثر السيء على الهضم لهذا النسيج علينا ترك اللحم مرتاح بضعة أيام بعد الذبح، و قطعه عموديا باتجاه الالياف بعد الطهو، و ضربه بالمطرية ( الساطور) أو فرمه فرما ناعما او نقعه مدة يوم اويومين في الخل المموه او في الخمر مع مواد معطرة و توابل.
3- و تختلف قابليّة هضم اللحم بالنسبة الة معدل احتوائه على الدسم ، فكلما كان اللحم دسما كلما كان عسر الهضم.
4- تؤثر طريقة الطهو على قابلية هضم اللحم . فالطهو في مادة دهنية او إضافة توابل حارة يجعل اللحم اعسر هضما.
سابعا: منتجاته
- خلاصة اللحم (Extrait de viande):
- هي عبارة عن مرق اللحم المركز تحت تأثير الحرارة او الفراغ . و تحتوي الخلاصة على قسم من المواد المستخلصة و على الاملاح المعدنية و المواد العطرية و التوابل و لكنها ليست طعما مولدا للطاقة او صالحا لبناء الانسجة و الخلايا لانها فقيرة بالمواد البروتينية و الدهنية . و من الخطأ ان يظن بأنها تحتوي على جميع العناصر المغذية المتوافرة في اللحم بشكل مركّز.
- إن المواد المستخلصة التي تحويها خلاصة اللحم تكسب الحساءات و السوائل التي تدخل في تركيبها طعما طيبا و تنشط تدفق العصارات الهضمية .
- تتوافر في السوق التجارية عدة أصناف من خلاصة اللحم و كلها عبارة عن التوابل تعطي اي سائل كان طعما مماثلا لطعم مرق البقر.
2. عصير اللحم او مرقه (Jus de Viande) ::
- تطلق عبارة" عصير اللحم" على السائل الذي نحصل عليه من قطعة اللحم أثناء طهوها و يقدم مع اللحوم المحمرة، و استطرادا تطلق عبارة " عصير اللحم" على حساء " الكونسوميه" المركز.
- تتوافر في السوق التجارية عدة اصناف من هذا المنتج و كلها مستحضرات غذائية قريبة جدا من خلاصة اللحم التي تقدم بحث عنها
- إن المواد المستخلصة التي يحويها عصير اللحم او مرقه تثير القابلية و تنشط تدفق العصارات الهضمية ، و لهذا السبب جرت العادة أن يقدم الحساء في بدء وجبة الطعام.
3. مسحوق اللحم( Poudre de Viande) :
- يتم الحصول على مسحوق اللحم بتجفيف اللحم و سحقه فيتأمن هكذا غذاء مركز لا حجم يذكر له.
- نجد في السوق التجارية عدة منتجات تعرف الى المستهلك كغذاء لكن معالجة اللحم على هذه الصورة تفقده مع الاسف جميع خصائصه.
تاسعا : طهوه
1- اصول الطهو :
- للمحافظة على عناصر اللحم المغذية و على طعمه الجيد أثناء الطهو علينا تخثير بروتييينه بسرعة بتعريضه للحرارة الشديدة. لذلك، فإن الطهو في الفرن او في مادة دهنية و بالشيّ يجب ان يتم تحت تأثير حرارة مرتفعة .
- اما الطهو في الماء فيجب ان يبدأ بتغطيس اللحم في الماء المغلي للحصول على لحم مسلوق و جيد، و في الماء البارد للحصول على مرق مغذّ.
2- الطهو في الفرن : اللحم المحمر
- التحمير في الفرن وسط منشف و يناسب قطع اللحم السميكة و الطرية و العصرية المصنفة من الفئة الاولى(راجع أقسام و فئات لحوم القصابة ). و يشمل التحمير الدجاج و الديك الرومي و الدجاج الفرعوني شرط ان تكون سمينة و فتيّة ، و كذلك هي الحال بالنسبة الى التّدرج و فرخ الحجل و بعض قطع الطرائد الطرية كالفخذ في الارنب البرية و الفيله في الطرائد الكبيرة .
- يتم التحمير في مادة دهنية و يفقد اللحم الاملاح المعدنية و الجلاتينية ، و تتكون الصالصة التي تقدم بالتالي مع اللحم المحمر . و إذا الخسارة الغذائية محدودة جدا، و هذا اللحم يظل طريا و سهل الهضم إذا لم تتجاوز الحرارة داخله 70 درجة( درجة تخثر الالياف).
3- الطهو بالبخار او بالغمر (A L'Etouffée ou Braisée)
- يحمر اللحم لتخثير بروتييينه ثم يطهى بالبخار الذي يتصاعد من الطعام نفسه أو من السائل الذي يطهى فيه. و هذا ما يليّن النسيج الضام ، و بما ان اللحم في وسط متبل يكتسب طعما جيدا ، لذلك تطبق كل من هاتين الطريقتين على قطع اللحم القاسية و الجافة و المتوسطة الجودة . وتنتمي هذه القطع الى الفئتين الثانية و الثالثة.
- يتم هذا الاسلوب من الطهو في وسط رطب يذيب شيئا من بروتين اللحم و يفقده أملاحه المعدنية و دهنه و جلاتينه التي تكّون الصالصة .إذا ، اللحم الذي يطهى بإحدى هاتين الطريقتين اقل تغذية من اللحم المشوي و السوتيه ، و عسر الهضم لان الطهو تم في مادة دهنية ووسط متبّل.
4- الطهو بالماء: اللحم المسلوق
- يطبق هذا الاسلوب على قطع لحم عظمية و غنية بالنسيج الضام ، مسطحة و جافة لا تناسبها الاساليب الاخرى . و القطع في هذه الحالة تنتمي الى الفئة الثالثة عامة
- يفقد اللحم المسلوق المواد المستخلصة و الاملاح المعدنية و الجلاتين و الدهن و شيئا من البرةتيين الذائب ، و تذداد الخسارة إذا بدأ الطهو في الماء البارد. يكون اللحم قليل التغذية و المرق غنيا . و تحت تأثير طهو طويل المدة في الماء يتفكك النسيج الضام و يلين اللحم و يصبح أسهل هضما و المرق الذي نحصل عليه يكون سهل الهضم ما دام غير دسم و قليل التتبيل.
Comments
Post a Comment